اجراها/ الاب ازاد شابا
نشرت في مجلة نجم المشرق العدد 46 السنة الثانية عشرة (2) 2006
س: بدءا نرجو تعريفنا بمولدك ونسبك ونشاتك الاولى، بما فيها مراحلك الدراسية وما واكبها من ظروف واحداث.
ج: الاسم: يعقوب افرام منصور، المولد: 5/5/1926 البصرة.
الوالد: افرام يعقوب يوسف عبد الكريم منصور-سرياني كاثوليكي، شماس انجيلي، ينتهي نسبه المعلوم، من جهة الاب، الى الاسقف بشارة اخطل (ت 1828) وهو الذي ادخل الكثلكة الى ملة السريان في العراق. ومن جهة امه (ريجينة) يتصل نسبها الى ال ابونا الكلدان في القوش.
الوالدة: فهيمة (وقبلا فريدة) افرام عركوس-مولودة في ديار بكر، سريانية كاثوليكية. ابن عمها البطريرك فيلبس عركوس (متوفي 1874).
الدراسة الابتدائية: انفقت مرحلة الدراسة الابتدائية (1933-1939) في (مدرسة القديس البير) اللاتينية بادارة الاباء الكرمليين في البصرة (محلة الباشا)، التي كانت تعلم الانكليزية بدءا من الصف الاول بجانب العربية، وتعلم الفرنسية والتعليم المسيحي بكتب صغيرة من الصف الثالث. وفي كنيستها اللاتينية كان تناولي الاول وتجديدي مواعيد العماذ، وخدمتي القداس اللاتيني. وكنت في جوقة المرتلين بقيادة الاب كراس ين الكرملي- عازف الارغن المشهور ومنوط العديد من التراتيل الدينية التي اشرف على طبعها.
الدراسة المتوسطة: في خريف عام 1940، ونتيجة لنقل مامورية والدي في المصرف العثماني الى الموصل ليغدو محاسبا، غادرت البصرة مع الاسرة. انذاك كنت في الصف الاول، فانهيت الدراسة في (المتوسطة الشرقية)، وكان نظام (الفتوة العراقية) سائدا انئذ على طلاب المتوسطة والاعدادية، الذين تحتم عليهم ارتداء الزي الموحد (قماش خشن قرمزي اللون- سروال كولف- سدارة عشكرية تحمل شارة الفتوة)، وكان ذلك طبقا لنظام خاص وضعه السيد سامي شوكت (مدير المعارف العام. والغي ذلك النظام بعد اخفاق حركة مايس 1941).
الدراسة الاعدادية: اكملت دراسة الصف الرباع ثانوي (اول اعدادي) في الوصل (1944/1945). ولما عدت مع اسرتي الى البصرة في صيف 1945، كانت المانيا النازية قد استسلمت للقوات الحليفة في ربيع 1945، وفي اب من هذا العام استسلمت اليابان. فاكملت دراستي الثانوية (خامس اعدادي) في البصرة في صيف 1946. وكنت الثاني على لواء البصرة (الفرع الادبي) من حيث المعدل، وكان الفرق بيني وبين الاول في النتيجة الامتحانية درجة واحدة فقط في المجموع.
س: هل من ذكريات وخواطر عن ايام الدراسة والنشاة؟
ج: نعم، كثيرة، لكن اجتزىء منها اليسير. من ذكرياتي الدراسية في الموصل: حينما وزعت نتائج امتحانات الفصل الاول، وجدت (صفرا) ازاء (التعليم المسيحي). قصدت المدير مستفهما السبب، فافاد ان هكذا وردت النتيجة من كنيستي، وعلي ان اقصدها كل جمعة لتلقي التعليم اللازم. فامتثلت للامر، وكان المعلم في (كنيسة مار توما) هو الاب ميخائيل صائغ- رحمه الله. اما في اعدادية البصرة، فكان مدرس الانكليزية (ابراهيم نعوم) يمتدحني لدى بعض المعارف والاقارب لتميزي من حيث التعلم والانتباه في اثناء الدرس- خلاف اقراني في الصف الذين خاطبهم اكثر من مرة، طالبا ان يقتدوا بي. وكنت احب كثيرا مدرس اللغة العربية لكونه قديرا ولطيفا ومتفانيا، وقبل اداء الامتحان النهائي طلب الى تلاميذ الصف الادبي حضور دروسه الاضافية من دون مقابل.
س: هل لك ان تحدثنا عن حياتك العملية بعد التخرج والاقتران؟ وما هي العوامل التي ساعدت على تكوينك الفكري والثقافي، وتاهيلك للانتاج لاحقا؟
ج: اجل، منذ صباي، استهوتني المطالعة، بباعث اول، او ربما بحافز من شغف ذاتي، وربما ثانيا بسبب رؤيتي احيانا كثيرة والدي- رحمه الله- مطالعا جريدة او مجلة (نشرة الاحد) التي كان يصدرها المونسنيور الاب جرجي، او الانجيل او بعض الكتب التاريخية. ثم بفضل خالي الشماس يوسف عركوس (رسام وخطاط) الذي كان يطالبني ان اجالسه في عام 1940 لأقرأ له فصولا ممتعة من مجلة (المعلم الجديد). منذئذ شعرت بحافز قوي نحو الاقبال على الاغتراف من معين الاداب: العربية خصوصا والاجنبية عموما، ومن منهل الفنون ايضا، اكثر من ميلي الى تلقي العلوم النظرية والتطبيقية. حتى اذا بلغت المرحلة الاعدادية، اخترت فرع الدراسة الادبية عن رغبة. وحين كنت في مرحلة الدراسة المتوسطة، درج والدي على استعارة بعض الكتب لمطالعتي من (مكتبة الموصل العامة) وما عتمت حتى الان اذكر طائفة منها. وبلغ شغفي بالمطالعة حد السهر حتى الثانية بعد انتصاف الليل، ولما وقف والدي على هذا الاستغراق، خشي ان يؤدي الى اهمال دروسي وتشويش افكاري! ودامت خشيته تلك حتى بعد تخرجي وبعد ان اصبحت موظفا، وكثيرا ما حث والدتي على تزويجي عاجلا، خوفا منه على بصري واعصابي وافكاري! انذاك، كنت جم النشاط: اتراسل مع اصدقاء وادباء ومجلات ودور اذاعة، واتعلم العزف على الكمان والعود، وانوط مؤلفاتي، قليل التعاشر والتخالط والتزاور. فكونت رصيدي المعرفي والثقافي ذاتيا، ولم اكتف بذلك، بل واصلت تعلمي الانكليزية بيتيا وانخراطا في المعهد الثقافي البريطاني، ثم حصلت على شهادة كفاءة من I.C.S., لندن في المراسلات التجارية، فكانت الشهادة عاملا في ترقية منصبي الوظيفي.
كما ادين بالفضل لمن درسوني اللغة العربية في الموصل والبصرة، اذ زرعوا في اعماقي محبة هذه اللغة وادابها، ولمن درسوني اللغة الانكليزية في البصرة، واخض بالذكر (ابراهيم نعوم) الذي حثني على التراسل مع شباب في الاقطار الاوربية، وبترتيب خاص مع الدكتور الدنماركي (ندسن) تلقت عنواني المدرسي فتاة انكليزية في عام 1946 وهي انذاك طالبة في مدرسة فنون بيتية، ذات 16 ربيعا حين كنت ابن 20 عاما. ومنذئذ وحتى الان لم يفتا التراسل بيننا جاريا، وفي صيف هذا العام سيكون عمر صداقتنا القلمية (60) عاما.
س: ما هي الاعوام التي شهدت بواكير نتاجاتك في الجرائد والمجلات؟ ثم ماهي المجلات التي نشرت فيها؟
ج: الاعوام 49-52 شهدت بواكير نتاجاتي في مجلة (الاديب) اللبنانية، التي كانت مدرسة متميزة في الادب والفكر والفن. كما في جرائد عراقية عديدة بغدادية وبصرية وموصلية، اذكر بعضها: الخواطر، العراق اليوم، صوت الفرات، الوحدة، الوميض، صوت الكرخ- مجلة الام والطفل. اما لاحقا فقد نشرت نتاجاتي في لبنان وسوريا والاردن والكويت، فهي: الاديب، الورود، العرفان، السنابل، المعرفة، الضاد، الكلمة، الثقافة، المجلة البطريركية، افكار، رسالة المعلم، العربي، البيان. فضلا عن (فكر وفن) الالمانية الموسوعية، و(المراحل) البرازيلية. اما العراقية فهي: افاق عربية، الاقلام، علوم، الكتاب، المورد، فنون، القيثارة، العدل، الثقافة الاجنبية، التراث الشعبي، الفكرالمسيحي، بين النهرين، نجم المشرق. وغيرذلك كثير من الجرائد العراقية سابقا، منها انكليزية BAGHDAD OBSERVER, IRAQ TIMES واخيرا بعد 9/4/2003 جريدة (الزمان) حتى اب/2005، وقبلها في جريدتي (التاخي) و (النهضة).
س: ما هي مجالات كتابتك؟
ج: مجالاتها: فكرية وفنية ونقدية غالبا، وسياسية احيانا بقدر تعلقها بالقضايا القومية والمصيرية والوطنية والانسانية. وقد كرمت بنوط الاستحقاق العالي في 1992 تثمينا لاسهاماتي في الصحف البغدادية في شان هذه القضايا.
س: ما هي اعمالك المطبوعة؟
ج: المؤلفة: نوافذ- نقدي، ادبي/1985- جبران خليل جبران/85- تلميذ الناسك و(الغاية) عربيا/2004 ومخطوط انكليزيا- جبران بين التجني والانصاف/ 2006.
المترجمة: التائه- لجبران/1964- في يابان الاطياف/1990- حملة العشرة الاف (الاناباسس) لزينفون الاغريقي/1994. مسرحيتان لجبران (لعازر وحبيبته، والمكفوف)/2001.
س: ما هي المنظمات/ المؤسسات الثقافية التي انتميت اليها؟
ج: اتحاد الادباء والكتاب العراقيين منذ تاسيسه في 1959- جمعية المترجمين العراقيين منذ 1979- ملتقى الرواد منذ عام 1994.
س: ما هي المهرجانات والمؤتمرات والاحتفالات التي دعيت اليها؟
ج: مهرجانات المربد الشعري- الاحتفالية الدولية التي اقامها مجلس امناء بيت الحكمة بمناسبة مرور 1200 عام على تاسيس بيت الحكمة العباسي، في 5/11/2000- مهرجانات نادي بابل الكلداني- مؤتمر حول (وجه الله) في كلية بابل للفلسفة واللاهوت خلال 3-7/5/2000- دعوة الدار التراثية في الكاظمية لحضور محاضرة المطران اندراوس صنا في 29/12/93- الندوة العالمية لمجلة “بين النهرين” الحضارية في 16/1/97 في فندق بابل- بغداد- مهرجان المتنبي الرابع في مدينة الكوت 98- احتفالية (نادي القلم) بمناسبة ذكرى ثورة العشرين في 30/6/94. وكنت عضوا فاعلا في لجنة الاعلام التابعة للمؤتمر البطريركي العام للكنيسة الكلدانية/1995-1996.
س: هل دعيتم الى القاء محاضرات في مؤسسات او نواد، وما هي ان وجدت؟
ج: نعم: محاضرتان في مقر اتحاد الادباء والكتاب العراقيين في 9/1/91 عن (صورة العربي في الادب العبري) وفي 10/7/2000 عن (عوامل النهضة العربية حضاريا وقوميا ودور المسيحيين فيها). محاضرتان في نادي بابل الكلداني في 3/12/2000 عن (تقنية السلاح ومستقبل الانسان) وفي 17/8/97 عن (الترجمة في العهدين الاموي والعباسي)- محاضرة في نادي اشور عن (عبر من التاريخ البعيد والقريب) في 19/5/98.
س: ما هي هواياتك واهتماماتك خارج نطاق التاليف والترجمة؟
ج: في صباي كنت عازفا على الفلوت. في شبابي ورجولتي صرت عازفا على الكمان ثم على العود وحتى الان كذلك. لدي اعمال موسيقية مؤلفة ومدونة للانشاد والعزف لم تنشر. واحتفظ بارشيف للمراسلات بيني وبين عدد كبير من المفكرين والادباء والشعراء في الوطن العربي والمهاجر ومع بعض دور الاذاعة قبل عقود. كما احتفظ بارشيف يخص اعلاما معاصرين كثيرين.