الاب الياس شير الراهب
الكاتب والناسخ
1860-1949
حياته
ولد الياس بابكا شير في شقلاوا سنة 1860. تعلم المزامير على يد القس يعقوب والد المطران أدي شير. دخل دير الرهبان هرمزد سنة 1876 ابان رئاسة الاب بولس الفارسي. أبرز نذوره المؤبدة في 15 أيار 1879 على يد الاب ابراهيم الكركوكلي الرئيس العام للرهبنة.
رسامته وخدمته
وبعد أن اكمل سبع سنوات في الدير. أرسله رؤساؤه الى سعرد كمعلم للاطفال وعاد بعد سنتين الى الدير. كذلك ارسل سنة 1888 الى مدينة (سنا) في ايران للتعليم وقضى هناك سنتين وعاد أدراجه. عمل ألاخ الياس كاتبا لدى البطريرك عبديشوع الامدي، فرسمه الاخير بعد فترة قصيرة كاهنا في كنيسة مسكنته في 16 تشرين الثاني 1895. ورافق ادي شير راعي سعرد مد’ اربع سنوات، و بسبب اشتياقه الجم للدير عاد، رغم معارضة شير.
ولما عين مدبرا لدير الربان هرمزد سنة 1905 ذاق الامرين من الحكام الذين كانوا يحكمون القرى المسيحية المجاورة، حيث انتشر السلب والنهب والقتل في العلن كما في الخفاء. وبعد أربع سنوات من تلك المعاناة قدم استقالته سنه 1909 وفيها عزل السلطان عبدالحميد عبدالعزيز، فهدأت الاوضاع واستتب السلام.
قام الاب الياس بواجباته الكهنوتية خير قيام وخدم بكل غيرة وعطاء اينما حل وحيثما ارسل، واثناء سني خدمته (46) صال وجال عشرات المدن والقرى، بدءا بقرية كرماوي سنة 1911 وقرية بندوايا 1913 ثم شرانش، وكويسنجق سنة 1917 وكان على موعد اخر مع المعاناة والاضطهاد، حيث يقتل المسيحيون بلا هوادة والناس يفتك بهم الجوع فتكا، لكنه صمد هناك سنتين حتى عاد الهدوء. ثم انتقل الى السليمانية سنة 1920 فخدم هذه المرة ثلاث سنوات. وبعد ان عمل لأشهر قليلة في قرية بيبوز، ارسل ثانية سنة 1927 الى سنا لمعاونة مار يوحنا نيسان حيث مكث خمس سنوات. واضافة الى خدمته في اينشك سنة 1935، فقد انطلق للعمل في كل من تلا، بيرتا، ملا بروان، عين سفني، والأهواز فيما بعد حيث بقى فيها سنتين.
يشير الأب الياس وهو يكتب سيرة حياته بناء على طلب الأب اسطيفان بلو، الى أنه عاصر مئات الرهبان والكهنة الذين كان الدير عامرا بهم. وعاين خلال العقود التسعة التي عاشها، انخراط الكثيرين في سلك الرهبنة الهرمزدية ووفاة العديدين، و يذكر منهم: اربعة بطاركة، وستة رؤساء عامين بعد اليشاع، واساقفة كثيرين، وكهنة لا يعدون ناهيك عن الرهبان.
وقد أمضى الأب الياس الراهب مدة من شيخوخته في شقلاوا، ثم انطلق الى الدير ليقضي فيه نحبه في 19 تشرين الثاني 1949 عن تسعين عاما من العطاء والتجرد.
نتاجه الفكري
وهو يكتب قصة حياته يذكر الأب الياس انه كتب أكثر من ثلاثين كتابا. ويبدو انه يقصد اضافة الى تأليفاته، ما نسخه ونقله بخط يده. ويأتي في مقدمة ما ألفه:
- كتاب الرعاة الذي وضعه بالكلدانية، وفيه يتطرق الى البطاركة والاساقفة منذ عهد مار يوحنا هرمزد الى زمن مار يوسف غنيمة اذ كان معاونا بطريركيا.
وفيه ايضا قصيدة في الاب جبرائيل دنبو نظمها سنة 1908،
وقصيدة في مار عبديشوع خياط،
وفهرس مخطوطات مكتبة دير مار يعقوب قرب سعرد.
- وضع كتاب المقامات والانشودات سنة 1886 ويتألف من ثلاثين انشودة او مقاما يتطرق فيها الى مواضيع شتى: ادبية، تاريخية، صرفية، نحوية …
- وضع قصيدتين: الأولى في استقبال الاباء
والثانية في المدح،
وميمر في قيامة الأموات كتبه في شقلاوا مع سليمان ابن القس يعقوب سنة 1880 ضمن كتاب يجمع فيه رسائل عديدة وقصائد.
- وضع فهرس أسماء الاباء والرهبان سنة 1938 اذ كان في كنيسة مار شمعون برصباعي في الأهواز. ذكر فيه حسب سياق الحروف الابجدية أسماء القسس والرهبان الذين تعرف عليهم في الدير منذ انتمائه الى الرهبانية.
- ديوانه .. ضم فيه قصائد من وضعه، منها تاريخية واخرى دينية ومجموعها ثلاثون، سنة 1898.
- كتاب المكاييل، وقد ادخل ضمن كتابه من رسائل قديمة، بيد المؤلف نفسه سنة (غير معروفة)؟
- دفتر خاص بالاب الياس، فيه:
- تاريخ كنسي ومدني عن المخطوط 509
- مقتسبات من المكتبة السمعانية
- مقالة في الحياة وضعها سنة 1938
- مذكرات خاصة في سيرته الذاتية سنة 1947
- نقل الى الكلدانية كتاب الابرشيات القديمة (تقويم قديم) سنة 1910 وهو أيضا الذي نسخه بالعربية سنة 1909.
- أبياتا شعرية الى الديوان الذي ساهم في وضعه ستة مؤلفين: ابن العبري، خاميس، ايشوعياب برمقدم مطران اربيل، يوسف الثاني المعروف البطريرك، القس صومو من بيوز (بيوس)، والاب الياس شير.
ناهيك عن مساهمته في نسخ واضافة وسد النقص في الكتب والمخطوطات بمختلف الاختصاصات والاصعدة، واللاهوتية والطقسية والقانونية والروحية وغيرها.
المصادر
- بطرس حداد (الاب) وجاك اسحق (الاب – المطران)، المخطوطات السريانية للرهبانية الكلدانية في بغداد، بغداد 1988.
- البير ابونا (الاب)، ادب اللغة الارامية، بغداد 1970.
- ميخائيل منصور كوسا، تاريخ شقلاوا، اربيل 2000.