نشا في مدينة الحدباء وتربى بين احضان بيعها، خدم كشماس في الكنيستين الكلدانية والسريانية على السواء كما خدم سلك التعليم لاكثر من ثلاثين عاما وربى اجيالا كثيرة ونشر نتاجات فكرية عديدة، انه الاستاذ بهنام حبابة.
س: ماذا تخبرنا عن نشاتك وطفولتك وذكريات تلك الفترة؟
ج: ولدت في الموصل في 26 ايار 1927. دخلت الصف الاول في المدرسة الكائنة في بيعة مار يوسف التي كان يخدمها عمي الخوري روفائيل حبابة بمحلة القلعة في الموصل. وفي الصف الثاني تناولت القربان للمرة الاولى من يد السعيد الذكر البطريرك مار يوسف عمانؤئيل الثاني في البيعة المذكورة سنة 1935. وصرت شماسا رسائليا في 7 شباط 1943.
انتقلت الى الصف الثالث في مدرسة الطاهرة للسريان لان مدرسة مار يوسف كانت اولية بصفين فقط. وبعد الابتدائية واصلت الدراسة في متوسطة المثنى ثم الاعدادية المركزية. وقدمت طلبا للدراسة في الجامعة السورية بدمشق وكذلك في بغداد لكني لم اوفق في ذلك، لذا انتميت الى معهد المعلمين في الموصل.
س: بعد ان انهيت معهد المعلمين وابتدات في سلك التعليم، اين خدمت؟
ج: خدمت سلك التعليم في مانكيش 1949/1950 وفي باطنايا اربع سنوات وتعلمت لهجة السورث، نقلت الى الموصل فخدمت اربع سنوات في المدرسة المنذرية 1961-1965 وتوليت ادارتها بضعة اشهر. وزكانت هذه المدرسة قد فتحت منذ 1895 في بيعة مار يوسف وبهذا الاسم. ثم صار اسمها الغسانية الجديدة. ثم انتقلت الى حرم بيعة مار اشعيا في 1953/1954 الدراسية باسم المنذرية واصبحت ابتدائية كاملة، اغلقت في 1991 لقلة التلاميذ في تلك المنطقة.
وبعد المنذرية نقلت الى مدرسة شمعون الصفا-القريبة من كاتدرائية مسكنتا- فخدمت فيها مديرا سبع سنين. وكان قد ابدل اسمها الى بابل منذ 1967 الى 2004 واعيد لها اليوم اسمها الاول.
وفي عام 1975 صدر امر وزاري بتعييني مشرفا تربويا في اربيل. وفي اذار 1976 اعدت الى الموصل لمواصلة الخدمة في مدارسها. وطلبت الاحالة على التقاعد في 1 اذار 1982 منصرفا الى المطالعة والبحث والكتابة. وكان اهتمامي بلغتنا العربية شديدا بفضل اساتذة فضلاء منهم القس حنا رحماني ومحمود الجومرد واسحق عيسكو وغيرهم.
س: حدثنا عن حالتك الاجتماعية وما هي هواياتك وكيف تمارسها؟
ج: اقترنت بالزواج في 15 شباط 1966 بالمعلمة ميري وديع جج. ورزقت منها ولدا وثلاث بنات كلهم خريجو كليات ومتزوجون.
اما عن هواياتي، فاراني مغرما بالاسفار! فمنذ صيف 1950 قمت بزيارة سوريا ولبنان اول مرة. وكذلك في 1954. وفي 1956 زرت القدس والاراضي المقدسة وسوريا ولبنان مع والدتي. وفي 1960 زرت لبنان صيفا كذلك. وفي 1963 زرت الاراضي المقدسة وسوريا ولبنان. وكذلك في 1964 و1965. اما في 1966 فزرتها مع زوجتي.
وزرت الكويت في شباط 1986. وفي صيف هذه السنة زرت تركيا وسوريا ولبنان وفي 1971 سوريا ولبنان. اما في 1966 فزرتها مع زوجتي.
وزرت الكويت في شباط 1986، وفي صيف هذه السنة زرت تركيا وسوريا ولبنان وفي 1971 سوريا ولبنان. اما في 1975 فزرت سوريا وتركيا مع زوجتي وولدي التوامين، كما كنت قد زرت مصر في صيف 1973.
وفي عام 1977 زرت روما وباريس ولندن. وفي صيف 1982 تركيا مع ولدي. واخيرا- وليس اخرا ان شاء الله- زرت الولايات المتحدة في 2001 حيث مكثت بضعد اشهر، كما زرت كندا وشلالات نيغارا. وكررت هذه الزيارة الاخيرة في 2002.
هذه عدا سفرات عديدة الى معظم المحافظات العراقية والمصايف في الشمال.
س: وانت توشك على اكمال العقد الثامن من عمرك، لابد من اصدقاء تعتز بهم وتلاميذ تفخر بهم؟
ج: لي الكثير من الاصدقاء الذين اعتز بصداقتهم، منهم من توفى الى رحمة الله ومنهم من ينتظر، فمن الاولين اذكر العلامين الفاضلين كوركيس عواد واخاه ميخائيل، وكانا تلميذين لعمي الخوري روفائيل في مدرسة مار يوسف بالموصل اواخر الحرب العالمية الاولى. وكذلك الخوري اسحق ارملة العالم السرياني المعروف، والكاتب المسرحي حنا رسام.
ومن الاحياء- اطال الله بقاءهم- الاب البير ابونا، والكاتب المحقق بسام الجلبي، وكل من الاستاذ الدكتور في جامعة الموصل: عمر الطالب وجزيل الجومرد وابراهيم خليل العلاف، والدكتور ذنون يونس الطائي مدير مركز دراسات الموصل ضمن جامعتها.
اما تلاميذي الذين افتخر بهم فهم كثيرون والحمدلله، وقد بز منهم عدد غير قليل في المجتمع الديني والمدني، ففي المجال البيعي اذكر من التلاميذ السادة المطارنة: مار يوحنا مرخو-السعيد الذكر- ومار شليمون وردوني المعاون البطريركي، ومار لويس ساكو، وعددا غير قليل من القسس، منهم القس يوسف حبي. وفي المجال المدني: اساتذة جامعيين وتجار ومهندسون وضباط وارباب صناعة وغير ذلك.
س: هل من جمعيات او اتحادات ادبية او غيرها انتميت اليها؟
ج: من الهويات التي احتفظ بها: عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب، وعضو جمعية المؤرخين والاثاريين، ومن اصدقاء جامعة الموصل ضمن مركز الدراسات فيها.
س: لك نشاط في الجانب الفكري، ما اهم ما سطره قلمك واين نشرت نتاجاتك؟
ج: اهم ما حبره قلمي الضعيف من الكتابات:
مسرحية بعنوان (مصرع ادي شير) سنة 1947، جرى تمثيلها سنة 1949 في الموصل، وسنة 1955 في دير مار اورها. وبعض التبذ التاريخية عن بعض الابرشيات الكلدانية والسريانية. اما مسك الختام: كتاب الاباء الدومنكان في الموصل/ اخبارهم وخدماتهم 1750-2005 الذي صدر حديثا.
فضلا عن مقالات عديدة في مجالات مختلفة منها: النجم البطريركية، بين النهرين، الفكر المسيحي، نجم المشرق، الموصل التراثية، القيثارة (الصادرة في ديترويت)، الخلاص (الصادرة في شيكاغو).
س: دورك كشماس متمرس ومتمكن في الطقسين الكلداني والسرياني؟ وهل ما زلت مداوما حضور المناسبات والاحتفالات في كلا الطقسين؟
ج: انطلاقا من ايماني بوحدة الكنيسة المقدسة فقد كنت منذ حداثتي-ولا ازال- مداوما حضور الاحتفالات والصلوات والمناسبات، ولا اشعر باي تعصب او تزمت او تفرقة بين هذه الكنيسة او تلك. فتراني احضر في كنيسة الكلدان والسريان و الارثوذكس واشترك في الخدمة فيها متذوقا جمال طقوسها وغناها بتراثها والحانه المتميزة. فما اجمل الاداء للصلوات في كاتدرائية مسكنتا ام الكنائس ومعلمتهن، وما اغزر الالحان والقينات في كنيسة السريان فهي بالمئات. واقول بالمختصر ان لكل نشيد (قال) ثمانية الحان-واحيانا اكثر- وكذلك بالنسبة للمزامير، هذا عدا عن الصلوات بتسمياتها الاخرى في مختلف الاعياد والمناسبات.
كل هذا التراث الغني الذي تركه لنا الاباء الاولون جدير بنا ان نحافظ عليه ونصونه، واهيب من منبر هذه المجلة الغراء بتلاميذ الدير الكهنوتي والشمامسة والجوقات الاهتمام بذلك قبل الضياع!
اما عن دوري كشماس متمرس فاجيب بتواضع اني لا ازال مداوما الخدمة قدر استطاعتي، نظرا لتقدمي في السن، واردد هذه الحكمة المعروفة “لايزال الانسان عالما ما طلب العلم” وان تراثنا الكنسي في مختلف جوانبه وانواعه ومفرداته كنز لا يفنى وان العبرة بالممارسة والتطبيق والدوام لا في الكتابة وحسب ولا البكاء على الاطلال.